محتوى المقال
مرض بهجت هو مرض نادر ومزمن يصيب الجهاز المناعي ويسبب التهابات في الأوعية الدموية والأغشية المخاطية. يمكن أن يؤثر على أي جزء من الجسم ، لكنه يظهر بشكل أكثر شيوعًا في الفم والعينين والجلد والمفاصل. يسمى أيضًا متلازمة بهجت أو داء بهجت أو التهاب الأوعية الدموية المتعدد. في هذا المقال، سنتعرف على ما هو مرض بهجت وما هي أسبابه وأعراضه وكيف يتم تشخيصه وعلاجه.
ما هو مرض بهجت؟
مرض بهجت هو مرض مناعي ذاتي، مما يعني أن الجهاز المناعي يهاجم خلايا الجسم والأنسجة بدلاً من الدفاع عنها. يؤدي هذا الهجوم إلى التهاب الأوعية الدموية، وهي الأنابيب التي تحمل الدم في جميع أنحاء الجسم. يمكن أن يصيب الالتهاب أي حجم أو نوع من الأوعية الدموية، بما في ذلك الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية. يمكن أن يؤدي الالتهاب إلى تضيق أو انسداد أو تمزق الأوعية الدموية، مما يعرقل تدفق الدم ويسبب مشاكل في الأعضاء التي تغذيها.
مرض بهجت هو أيضًا مرض متعدد الأعضاء، مما يعني أنه يمكن أن يؤثر على أي جزء من الجسم. ومع ذلك، فإن الأعضاء الأكثر تأثرًا هي الأغشية المخاطية، وهي الطبقة الرقيقة التي تغطي الفتحات والتجاويف في الجسم، مثل الفم والأنف والعينين والأذنين والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والجهاز التناسلي والجهاز البولي. يمكن أن يسبب مرض بهجت قرحات وندبات ونزيفًا في الأغشية المخاطية ، مما يسبب ألمًا وعدم راحة وضعفًا في الوظائف.
أسباب مرض بهجت
لم يتم تحديد سبب محدد لمرض بهجت حتى الآن. يعتقد الباحثون أنه ناتج عن تفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية والمناعية. بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض بهجت هي:
- الوراثة: يوجد مرض بهجت بشكل أكثر شيوعًا في بعض العائلات، مما يشير إلى وجود عامل جيني. كما أنه مرتبط بشكل وثيق بمجموعة معينة من الجينات تسمى مجمع التوافق النسيجي الرئيسي (MHC)، والتي تلعب دورًا مهمًا في تنظيم الجهاز المناعي. وجدت دراسات أن حوالي 60-80٪ من المرضى يحملون جينًا معينًا يسمى HLA-B51 ، مقارنة بـ 10-15٪ من السكان العامة.
- البيئة: يعتقد أن بعض العوامل البيئية قد تثير أو تسوء الجهاز المناعي وتسبب مرض بهجت. هذه العوامل قد تشمل العدوى البكتيرية أو الفيروسية أو التدخين أو التلوث أو التعرض للشمس أو الإجهاد أو بعض الأدوية أو الأطعمة.
- المناعة: يعتقد أن الجهاز المناعي يلعب دورًا رئيسيًا في مرض بهجت. ينتج الجهاز المناعي عندما يواجه مادة غريبة مثل الجراثيم أو الفيروسات أو الطفيليات، مواد كيميائية تسمى السيتوكينات، والتي تساعد على التحكم في الالتهاب. ومع ذلك، في مرض بهجت ، ينتج الجهاز المناعي كميات زائدة من السيتوكينات ، مما يؤدي إلى التهاب مفرط ومستمر في الأوعية الدموية والأغشية المخاطية.
عوامل الخطر للإصابة بمرض بهجت
بالإضافة إلى العوامل المذكورة أعلاه ، هناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بمرض بهجت. هذه العوامل هي:
- الجنس: يصيب مرض بهجت الرجال والنساء بنفس النسبة تقريبًا ، ولكنه قد يكون أكثر شدة وتكرارًا عند الرجال.
- العرق والجنسية: يوجد مرض بهجت بشكل أكثر شيوعًا في بعض المناطق الجغرافية والمجموعات العرقية والجنسية ، خاصة في منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط وآسيا الوسطى والشرقية. يعتقد أن هذا الارتباط يرجع إلى تأثير الوراثة والبيئة والثقافة على المرض.
- الحالة الصحية: يمكن أن تزيد بعض الحالات الصحية الأخرى من خطر الإصابة بمرض بهجت أو تفاقمه. هذه الحالات قد تشمل العدوى المزمنة أو الحساسية أو الالتهابات الأخرى أو الأمراض المناعية الذاتية أو السرطان.
ما هي أعراض مرض بهجت؟
الأعراض الشائعة لمرض بهجت
مرض بهجت يتميز بحدوث نوبات من الالتهاب تسمى الانتكاسات أو الحلقات، تتبعها فترات من الهدوء أو الاستقرار تسمى الانحسارات. يختلف شدة ومدة وتكرار الانتكاسات والانحسارات من شخص لآخر. كما أن الأعراض تختلف باختلاف الأعضاء المصابة. ومع ذلك، فإن بعض الأعراض الشائعة التي يمكن أن تظهر في مرض بهجت هي:
- قرحات الفم: هي أكثر الأعراض شيوعًا في مرض بهجت، حيث تصيب حوالي 98٪ من المرضى. تتمثل في ظهور بثور أو قرحات مؤلمة في الفم أو اللسان أو اللثة أو الحلق. يمكن أن تستمر من أيام إلى أسابيع وتترك ندبات.
- قرحات الجهاز التناسلي: هي ثاني أكثر الأعراض شيوعًا في مرض بهجت ، حيث تصيب حوالي 75٪ من المرضى. تتمثل في ظهور بثور أو قرحات مؤلمة في الأعضاء التناسلية أو المنطقة المحيطة بها. يمكن أن تستمر من أيام إلى أشهر وتترك ندبات.
- التهاب العين: هو أحد الأعراض الخطيرة لمرض بهجت، حيث يصيب حوالي 60٪ من المرضى. يتمثل في التهاب الأنسجة المحيطة بالعين أو داخلها، مثل الجفن أو الملتحمة أو الصلبة أو القزحية أو الجسم الزجاجي أو الشبكية. يمكن أن يسبب أعراضًا مثل الاحمرار والألم والحساسية للضوء والرؤية المشوشة أو النقصان. إذا لم يتم علاجه فقد يؤدي إلى فقدان البصر.
هل يوجد علاج شافٍ لمرض بهجت ؟
لا يوجد علاج شافٍ لمرض بهجت حتى الآن. مرض بهجت هو مرض مزمن يتطلب علاجات مستمرة للتخفيف من الأعراض والمضاعفات. العلاج يعتمد على نوع وشدة الأعراض التي يعاني منها المريض. بعض العلاجات المستخدمة لمرض بهجت هي:
- الستيرويدات القشرية: هي أدوية تقلل من الالتهاب والألم. يمكن أن تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن أو تطبيقها موضعيا على الجلد أو الفم أو العينين. لها آثار جانبية محتملة مثل زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام
- مثبطات المناعة: هي أدوية تثبط نشاط الجهاز المناعي وتمنعه من مهاجمة الأنسجة السليمة. يمكن أن تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن. لها آثار جانبية محتملة مثل زيادة خطر العدوى ومشاكل في الكبد والكلى وانخفاض تعداد الدم
- العلاجات البيولوجية: هي أدوية تؤثر على استجابة الجهاز المناعي بطرق محددة. يمكن أن تؤخذ عن طريق الحقن. لها آثار جانبية محتملة مثل زيادة خطر العدوى والسرطان والحساسية
يجب على المرضى الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب ومتابعة الفحوصات الدورية. كما ينصح باتباع نمط حياة صحي يشمل التوقف عن التدخين والحد من التعرض للشمس والتغذية المتوازنة وممارسة الرياضة والتخفيف من الإجهاد
في الختام، يعتبر مرض بهجت حالة نفسية تستدعي العلاج الفوري والمناسب. يجب على المرضى البحث عن المساعدة المناسبة من الأطباء المتخصصين في الصحة النفسية، واتباع العلاجات الموصوفة بانتظام. يجب أن يتذكر المرضى أنه بالعلاج المناسب والدعم اللازم، يمكنهم التغلب على مرض بهجت والعودة إلى حياة سعيدة ومستقرة.