fbpx

قهوة جذور الهندباء البرية (قهوة الشيكوريا Chicory Coffee) .. هل هي بديل صحي عن القهوة؟

13 يناير 2019آخر تحديث :
قهوة جذور الهندباء البرية - قهوة الشيكوريا - Chicory Coffee
قهوة جذور الهندباء البرية – قهوة الشيكوريا – Chicory Coffee

على الرغم من وجود قهوة الشيكوريا Chicory Coffee لأكثر من 200 عام؛ لكنَّ شعبيتَها لم تنتشر إلا مؤخرًا؛ قهوة الشيكوريا Chicory Coffee المصنوعة من جذور الهندباء المحمصة بديلاً من حبوب البن! تلقى شعبية كبيرة بين الأشخاص الذين يحاولون الحد من تناول الكافيين، فهل تمتلك قهوة الشيكوريا – كالقهوة التقليدية – فوائد وآثارًا جانبية؟

قهوة الشيكوريا تحظى بشعبية كبيرة بين الأشخاص الذين يحاولون الحد من تناول الكافيين، والشيكوريا بها العديد من الفوائد الصحية، من هذه الفوائد خفض الالتهابات وتحسين نسبة السكر في الدم وتحسين صحة الجهاز الهضمي، ومع ذلك؛ يمكن لشربها أن يسبب آثارًا جانبية ضارة، كما هو الحال في القهوة التقليدية، وهو ما سنتعرف إليه من خلال هذا المقال.

ما هي قهوة الشيكوريا (قهوة جذور الهندباء البرية)؟

هي مشروب مصنوع باستخدام جذور نبات الشيكوريا (جذور الهندباء البرية) Chicory، الذي يُحمَّص ويُغلى ويُستخدم كمشروب يشبه القهوة، والشكوريا Chicory نباتٌ مزهر من عائلة الهندباء dandelion family يتميَّز بسوقٍ قاسية ذاتِ أوبار، وأزهارٍ ذات لون أرجواني خفيف، وتُستخدم أوراقه في السلطة.

قهوة الشيكوريا - قهوة جذور الهندباء البرية - Chicory Coffee
قهوة الشيكوريا – قهوة جذور الهندباء البرية – Chicory Coffee

يشبه مذاق قهوة الشيكوريا مذاقَ القهوة التقليدية المعروفة، ولكنّه يحتوي نكهة؛ عادةً ما يتم وصفها بكونها “خشبية” مع طعمة جوز خفيفة، وتستخدم إمَّا بمفردها وإمّا تُمزج مع القهوة التقليدية فتتكامل نكهاتُهما في مزيج مميز ولذيذ.

وبالرغم من أن تاريخ قهوة الشيكوريا ليس واضحًا تمامًا؛ لكن تشير بعض الدلائل إلى ان نشأتِها في القرن التاسع عشر في فرنسا حيث شهدت هذه الفترة نقصًا كبيرًا في استيراد البن والقهوة، وتمت محاولة يائسة للحصول على بديل مماثل للقهوة؛ حيث بدأ الناس بخلط جذور الهندباء في القهوة للحصول على ما يكفيهم من القهوة.

ومع تكرر النقص في وارد البن والقهوة في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، أصبح خلط جذور الهندباء في القهوة شائعة أيضًا في تلك الفترة وخصوصًا في نيو أورليانز، واليوم؛ يمكن الحصول على قهوة الشيكوريا في كثيرٍ من دول العالم، وتوصف بأنها بديلًا خاليًا من الكافيين للقهوة العادية.

وكما ذكرنا سابقا؛ تُعدُّ جذور الهندباء المكوّنَ الرئيسي في قهوة الشيكوريا، وتُحضَّرُ باستخدام جذور الشيكوريا الطازجة التى يتم فرومها ثم تُحمّص وتستخدم بعد ذلك لتحضير القهوة، وبالرغم من أن الكمية المستخدمة تختلف من مكان لمكان أو من شخصٍ لآخر؛ لكنّها تتراوح بحدود ملعقتين كبيرتين (قرابة 11 جرامًا) من جذور الشيكوريا لكل كوب (235 ملليلتر) من الماء.

التركيب الغذائي لجذر الشيكوريا

يحوي 60 غرامًأ من جذر نبات الهندباء البرية (الشيكوريا) العناصرَ الغذائية الآتية:
السعرات الحرارية: 44.
البروتين: 0.8 جرام.
الكربوهيدرات: 10.5 جرام.
الدهون: 0.1 جرام.
الألياف: 0.9 جرام.
المنجنيز: 7 ٪ من الإحتياج اليومي اللازم للفرد (RDI).
فيتامين B6: قرابة 7 ٪ من الإحتياج اليومي اللازم للفرد (RDI) ويرتبط مع المنجنيز بصحة الدماغ الجيدة.
البوتاسيوم: 5 ٪ من الإحتياج اليومي اللازم للفرد (RDI).
فيتامين C: قرابة 5 ٪ من الإحتياج اليومي اللازم للفرد (RDI).
الفوسفور: 4 ٪ من الإحتياج اليومي اللازم للفرد (RDI).
حمض الفوليك: 3٪ من الإحتياج اليومي اللازم للفرد (RDI).
ويعدّ مصدرًا جيدًا للإينولين inulin، والذي يُصنّف كواحدٍ من أهم أنواع البريبيوتيك prebiotic التي ترتبط بخفض الوزن وتحسين صحة الأمعاء.

وبالرغم من ذلك؛ يجب على المستهلك أن يعلم بأن كمية هذه العناصر الغذائية في قهوة الشيكوريا صغيرةٌ إلى حد ما، إذ يُستخدم مقدار صغير جدًا من جذور الهندباء في القهوة؛ وهو ما يجعل كميات المغذيات التي يتم الحصل عليها عن طريقها قليلةً أيضًا.

قهوة الشيكوريا يمكن أن تحسن من صحة الجهاز الهضمي

تعدُّ جذور الشيكوريا مصدرًا جيدًا للألياف؛ مما يساعد في تحسين الصحة الهضمية، فقد تساعد في تحسين مستوى الميكروبات في الأمعاء، والتي يعتقد أن لها تأثيرًا قويًا على الصحة والمرض، وذلك لأن الشيكوريا تحتوي على ألياف الإينولين الذي يساعد بشكل كبير على نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء.

وقد أظهرت العديد من الدراسات أن تناول مكملات الإينولين يمكن أن يزيد من تركيز سلالات معينة من البكتيريا السليمة في القولون، وتُظهر الدراسات أيضًا أن الشيكوريا قد تساعد في تحسين وظيفة الأمعاء وتقليل الإمساك.

قهوة الشيكوريا يمكن أن تخفض سكر الدم

يمكن لمحتوى الجذور من الإينولين أن يساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم أيضًا؛ ففي دراسة حديثة؛ عولجت الفئران المصابة بداء السكري بإينولين الهندباء مدة ثمانية أسابيع، وبينت النتائج أنه ساعد في السيطرة على نسبة السكر في الدم عن طريق تحسين الطريقة التي تُستقلب بها الكربوهيدرات.

وعلى الرغم من قلة الأبحاث التي تتناول تأثير إينولين الهندباء في نسبة السكر في الدم؛ لكنَّ بعض الدراسات أظهرت أن الإينولين يمكن أن يمتلك بالفعل تأثيرًا إيجابيًأ ليس في سكر الدم فحسب؛ بل في مقاومة الإنسولين لدى المصابين بداء السكر أيضًا، ومع ذلك؛ تركز معظم الدراسات على الإنولين بوصفه مكمّلًا غذائيًّا منعزلًا بدلاً من دراسةِ تأثير الإينولين الموجود في الهندباء (الشيكوريا) مباشرةً؛ لذا هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتحديد تأثيراتِ هذه القهوة في سكر الدم.

قهوة الشيكوريا تساعد على تقليل الإلتهاب

يُعدُّ الالتهاب استجابةً مناعيةً طبيعيةً يبديها الجسم تجاه بعض العوامل الخارجية، لكنَّ الالتهاب المزمن يمكن أن يسبب بعض الحالات الصحية الشديدة مثل أمراض القلب وداء السكري والسرطان، وقد وجدت بعض الدراسات التى أجريت على الحيوانات أنَّ جذور الشيكوريا يمكن أن تمتلك خصائص مضادة للالتهاب، وما زال البتُّ بهذه الفعاليةِ قيد البحث والدراسة ويحتاج الأمر إجراء الدراسات على البشر قبل التأكد من تلك النتائج.

قهوة الشيكوريا تساعد في تقليل تناول الكافيين

يحتوي فنجان القهوة العادية المصنوعة من حبوب البن المحمصة قرابة 95 ملغ من الكافيين، ويرتبط استهلاك كميات كبيرة من الكافيين مع آثار جانبية عديدة مثل الغثيان وخفقان القلب والأرق.

ومن ناحية أخرى؛ تعدّ جذور الشيكوريا خالية من الكافيين طبيعيًا، لذا توصف قهوة الشيكوريا بديلًا ممتازًا للقهوة للذين يريدون تقليل استهلاكهم من الكافيين.

قهوة الشيكوريا قد لا تناسب الجميع

على الرغم من ارتباط قهوة الشيكوريا بالعديد من الفوائد الصحية؛ لكنّها لا تصلح للجميع؛ فقد تتسبب في حدوث رد فعل تحسسيٍ لدى البعض، مما يسبب أعراضًا مثل الألم والتورم والوخز في الفم، ويجب على الذين يعانون من حساسية حبوب اللقاح أو الحساسية تجاه نبات الرجيد تجنب الشيكوريا للحد من الآثار الجانبية السلبية، وإذا عانى الشخص من أيَّة أعراض سلبية بعد تناول قهوة الشيكوريا؛ فعليه التوقف عن استخدامها فورًا واستشارة الطبيب.

علاوة على ذلك؛ لا يوصى بشرب قهوة الهندباء للنساء الحوامل؛ إذ تبين أن الشيكوريا تحفز على الإجهاض والنزف الحيضي، وما زالت تأثيراتها على النساء المرضعات قيد الدراسة، لذا ينبغي دائماً استشارة الطبيب قبل تناولها منعًا لتطور أعراضٍ سلبية.